«مانديلا فلسطين».. مروان البرغوثي يتصدر استطلاعات الرأي من خلف القضبان

من زنزانته الإسرائيلية، حيث يقضي خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة، يتصدّر مروان البرغوثي استطلاعات الرأي الفلسطينية بوصفه “الزعيم الأكثر مصداقية”، والذي يحظى بالثقة في التوصل إلى اتفاق “حل الدولتين”، وفق تقرير لصحيفة “التايمز” البريطانية.

وعلى الجدار الأمني ​​عند حاجز قلنديا في الضفة الغربية، تُظهر جدارية رجلًا مبتسمًا يرفع ذراعيه، ومعصماه مقيدان بالسلاسل، ويداه فوق رأسه.

كانت تلك اللحظة التي مضت منذ أكثر من عقدين من الزمن هي المرة الأخيرة التي رأى فيها الفلسطينيون مروان البرغوثي شخصيًّا، بينما كان يُقتاد لبدء خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة في سجن إسرائيلي بعد إدانته بـ “الإرهاب”.

يتذكر “عرب البرغوثي” تلك اللحظة باعتبارها اللحظة التي فقد فيها والده، عندما كان في الحادية عشرة من عمره، ولمّا اندفع نحوه لعناق أخير.

وينظر الفلسطينيون الآن بحنين إلى الوقت الذي كانت الانتخابات لا تزال تُعقد فيه، وينظرون إلى تلك اللحظة باعتبارها اللحظة التي فقدوا فيها أفضل فرصة لهم في الحصول على شخصية شعبية تقودهم إلى إقامة الدولة.

ومع تزايد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وانضمام بريطانيا وكندا وأستراليا وفرنسا إلى أكثر من 150 دولة أخرى، عاد اسم البرغوثي إلى الظهور مرة أخرى، باعتباره المرشح الأبرز لقيادة أي دولة فلسطينية في المستقبل.

يقول ابنه عرب، البالغ من العمر 34 عامًا، وهو رجل أعمال تكنولوجي تلقى تعليمه في كاليفورنيا وتولى قضية التحدث من أجل إطلاق سراح والده والدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية: “إنه شخصية موحدة”.

وأضاف “أعتقد أنّه من المثير للاهتمام للغاية أن يختار الفلسطينيون شخصًا يؤمن بحل الدولتين، ليكون الزعيم الأكثر شعبية في فلسطين”.

ومروان البرغوثي، الذي يبلغ من العمر الآن 66 عامًا، يحمل العديد من الأسماء أبرزها “مانديلا الفلسطيني”، ورغم سجنه منذ 23 عامًا، فإنه يظهر باستمرار باعتباره “الشخصية الأكثر شعبية”، متفوقًا بشكل كبير على أي بدائل، سواء في فتح أو حماس.

وبصفته سياسيًّا فلسطينيًّا في حركة فتح، أقام البرغوثي في ​​التسعينيات صداقات وطيدة مع عدد من السياسيين الإسرائيليين، وناقشوا مستقبلًا مشتركًا بلغته العبرية الطليقة. وكان تحذيره لهم: “للإسرائيليين حاضر لا مستقبل لهم، بينما للفلسطينيين مستقبل لا حاضر لهم. أعطونا حاضرًا وسيكون لكم مستقبل”.

وكانت أجهزة الأمن الإسرائيلية، التي تفاعلت مع البرغوثي، وحتى جنود الجيش الذين اعتقلوه في 2002، اعتبرته شريكًا محتملًا للسلام.

عندما بدأت عمليات الإفراج الأولى عن السجناء الفلسطينيين في 2023، في مقابل إطلاق حماس سراح الرهائن الذين اختطفتهم من إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كان كثيرون يأملون أن يكون البرغوثي من بينهم، بما في ذلك عامي أيالون، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، الشاباك.

ووصف أيالون البرغوثي بأنه “الزعيم الوحيد القادر على قيادة الفلسطينيين إلى دولة إلى جانب إسرائيل، أولًا لأنه يؤمن بمفهوم الدولتين، وثانيًا لأنه اكتسب شرعيته من خلال الجلوس في سجوننا”.

لكن في الشهر الماضي، حظي الإسرائيليون والفلسطينيون بصورة جديدة تمامًا لأشهر سجين لديهم، عندما نشر وزير الأمن اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، مقطع فيديو له وهو يوبّخ البرغوثي النحيل في زنزانته. ويُسمع بن غفير يسخر منه قائلًا: “لن تنتصر! عليك أن تعرف هذا من خلال التاريخ”.

ولم يُكشف عن مكان البرغوثي، فمنذ الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، نُقل من سجن إلى آخر، واحتُجز في الحبس الانفرادي، وتعرض للضرب مرارًا، بما في ذلك في إحدى المرات التي وصفتها عائلته ومحاموه بـ”محاولة اغتيال”.


مصدر الخبر

شاهد أيضاً

«الداخلية الكويتية»: القبض على مقيم عربي ينتمي إلى جماعة محظورة

«الداخلية الكويتية»: القبض على مقيم عربي ينتمي إلى جماعة محظورة

أعلنت وزارة الداخلية الكويتية من إلقاء القبض على مقيم عربي الجنسية ينتمي إلى جماعة محظورة …