السودان في دائرة اهتمامات المباحثات السعودية الأمريكية


الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية الشقيقة، للولايات المتحدة الأمريكية، تخطت كل مقاييس النجاح، سواء على مستوى المملكة، أو على مستوى الشرق الأوسط كله.

وما يلفت الانتباه بشأن هذه الزيارة ليس فقط حجم الشراكة الكبيرة والتفاهمات غير المسبوقة بين المملكة والولايات المتحدة، وفي مختلف المجالات، والتي تؤكد على عمق العلاقات الاستراتيجية التاريخية الراسخة بين البلدين، وإنما أيضاً التأكيد على أن المملكة هي أفضل من يسعى إلى طرح قضايا السلام، وأن رؤى سمو ولي العهد السعودي في هذا الشأن هي الأفضل لمصلحة المنطقة، وهي رقم ثابت، ومحور أساسي في كافة لقاءاته واجتماعاته في البيت الأبيض، وكان آخرها وليس آخرها الملف السوداني، الذي غفل أو تغافل عنه المجتمع الدولي، أو لنقل لم يمنحه أولوية اهتماماته.

ولكن لأن سمو ولي العهد السعودي اختار دائماً المضي في طرح الملفات الصعبة، التي لا يتوقع زمانها ومكانها، مستغلاً شخصيته القيادية الفذة القادرة على جذب انتباه الآخرين في أي كلمة يقولها، ولقد جاء الدور على السودان الشقيق للفت الانتباه إلى أوضاعه الصعبة التي يعيشها في الوقت الراهن، فجعل سموه من العاصمة الخرطوم أن تتربع في قلب واشنطن، وفي أكثر الأماكن المهابة فيها وهو البيت الأبيض، وهو تأكيد على مكانة هذا البلد العزيز والغالي على سموه، وعلى كل العرب، وأن الوقت قد حان لتوقف الصراعات الدائرة هناك، من خلال استراتيجية دائمة للسلام، ولا يمكن هنا إغفال الدور الأمريكي للمساهمة في تحقيق ذلك السلام، وهو ما جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يؤكد توافقه التام مع رؤى سمو ولي العهد السعودي بشأن السودان، واستجابته بصفته رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية لطلب سموه بشأن إلقاء ثقله الرئاسي لوقف الحرب في السودان.

هذا الاهتمام الكبير المتعلق بالسودان كان موضع ترحيب من المهتمين بالشأن السوداني، والتأكيد أن سمو ولي العهد السعودي بإنسانيته المعهودة جعل السودان متواجداً بقوة على طاولة المباحثات في قلب البيت الأبيض، وفي عز انشغال سموه بتعزيز التنمية والبناء لمستقبل بلاده، وأن سموه يسعى بعد توفيق الله لأن يُدخل السودان في مرحلة جديدة، لمستقبل واعد بعيداً عن الحروب والصراعات التي تهدد وحدة هذا الشعب العربي الشهم والطيب.

إن الشقيقة الكبرى تبرهن من جديد أنها دولة أفعال لا أقوال، وأن حضورها الدولي لا يشبهه أي حضور آخر، وإنها رغم انشغالها بتقدمها وازدهارها لم تنسَ قضايا أمتها، ومثلما كان الاهتمام بسوريا وفلسطين واليمن وغيرها بالأمس، فإن اليوم جاء وقت السودان، لذلك عندما تتحدث السعودية فالجميع ينصت باهتمام ويستمع بجدية، وهكذا فعلت أمريكا.

حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد السعودي، وأدام على المملكة وشعبها الشقيق الأمن والأمان والتطور والازدهار.


مصدر الخبر

شاهد أيضاً

تقرير هيئة «جودة التعليم والتدريب»

الشرف بأن تكون «خادماً»!! | صحيفة الوطن

ما أراه جميلاً، أن المشهد الإداري في بعض القطاعات الخدمية مازال يقدّم نماذج مشرّفة لمسؤولين …