تخليداً لرموز الفن والأدب في البحرين

وفاء عبدالعزيز

في حضرة الإبداع، حيث تتقاطع الذاكرة الوطنية مع نبض الفن والأدب، تنبثق المبادرات التي لا تكتفي بتكريم الماضي، بل ترسم ملامح المستقبل الثقافي لمملكة البحرين.

ومن منطلق الإيمان العميق بأن الثقافة هي روح الوطن، وأن رموزها هم رواة الحكاية البحرينية الأصيلة، أضع بين أيديكم مقترحاً يسعى إلى تخليد أثرهم، وتوثيق عطائهم، عبر مشروع وطني يجمع بين النصب التذكاري والمحفظة الرقمية، في تجسيد حي لوفاء الوطن لمبدعيه، وحرصه على أن يبقى الفن والأدب في صدارة المشهد الحضاري.

أسعى من خلال هذا المقترح إلى ترسيخ حضور الفن والأدب في وجدان الوطن، وتخليد رموز الثقافة البحرينية الذين أسهموا في بناء الوعي الوطني وصياغة المشهد الإبداعي في المملكة.

أطرح مشروعاً مزدوجاً يجمع بين إقامة نصب تذكاري يخلد رموز الفن والأدب، وإنشاء محفظة وطنية إلكترونية تحفظ وتعرض النتاجات الأدبية والفنية عبر منصة رقمية حديثة.

أؤمن بأن العطاء الثقافي البحريني يستحق التوثيق، وأن رموزه يجب أن يحتفى بهم بما يليق بمكانتهم.

لذلك، أقترح أن يكون النصب التذكاري على شكل خارطة البحرين، توزع فيه صور أو رموز الفنانين والأدباء بحسب مناطق نشأتهم أو إقامتهم، ليعكس التنوع الثقافي والثراء الإبداعي في مختلف محافظات المملكة.

أضيف إلى ذلك فكرة تزويد كل رمز في النصب برمز استجابة سريع (QR Code) يمكن الزوار من الوصول إلى السيرة الأدبية والفنية لصاحب الشخصية المكرَّمة، عبر قاعدة بيانات رقمية موثوقة تحتوي على أرشيف لأبرز أعماله ومساهماته.

وأقترح أن يوضع هذا النصب في المداخل البرية والجوية للبحرين، ليكون بمثابة رسالة ترحيب ثقافية تُعرّف الزوار والسائحين بريادة المملكة في مجالات الفن والأدب.

أما المبادرة الثانية، فأقترح من خلالها إنشاء محفظة وطنية إلكترونية تجمع فيها الأعمال الأدبية والفنية البحرينية في مكتبة رقمية متكاملة، تسهم في حفظ التراث الإبداعي وإتاحته للأجيال القادمة.

أهدف من خلالها إلى دعم الفنانين والأدباء عبر توثيق حقوقهم الفكرية، وإبراز نتاجهم على المستويين المحلي والعالمي.

أطمح أن تُسهم هذه المبادرة في تعزيز الهوية الثقافية البحرينية، وترسيخ الفن والأدب كجزء أصيل من المشهد الوطني والحضاري.

إنها دعوة للاعتزاز بالموروث، وللإيمان بأن الثقافة هي مرآة الوطن وروحه الحية.

أؤكد أن المبادرات الثقافية ليست مجرد مشاريع تنموية، بل هي تجليات حية لروح الوطن، ومرآة تعكس عمق انتمائنا وهويتنا.

إن تخليد رموز الفن والأدب، وحفظ نتاجهم في ذاكرة رقمية متجددة، هو وفاء مستحق لمن صنعوا ملامحنا الثقافية، وهو أيضاً استثمار في المستقبل، حيث تُنقل شعلة الإبداع من جيل إلى آخر، وتظل البحرين منارة للفن، وموئلاً للأدب، وراعية لكل ما يسمو بالوجدان.


مصدر الخبر

شاهد أيضاً

كاتي رامزي: البحرين تمثل فرصة لعقد اتفاقيات شراكة بالمنطقة

كاتي رامزي: البحرين تمثل فرصة لعقد اتفاقيات شراكة بالمنطقة

أيمن شكل أكدت رئيسة قسم التكنولوجيا المالية في وزارة الأعمال والتجارة التابعة لحكومة المملكة المتحدة، …