من هو السامري وما قصة العجل الذي نسفه موسى عليه السلام؟

تعتبر قصة السامري من القصص القرآنية الرائعة التي تضم بين طياتها الكثير من الدروس والعبر المستفادة.

وفي هذا المقال سنتحدث عن قصة السامري والعجل وموقف نبي الله موسى – عليه السلام – منه كما أوضح لنا القرآن الكريم.

من هو السامري؟

بعدما نجّى الله – سبحانه وتعالى – قوم موسى – عليه السلام – من فرعون وجنوده، وسخّر لهم البحر ليعبروه في أمان، حمدوا الله وشكروه على كرمه، لكن بعد فترة وجيزة مروا على قوم يعبدون الأصنام فطلبوا من نبيهم أن يجعل لهم صنمًا ليعبدوه.

وعلى الرغم من أنهم أكثر الأمم التي شهدت معجزات إلا أن الكفر ما زال مستقرًا في قلوبهم واتبعوا أهواءهم ومصالحهم.

play icon

موسى يتوجه إلى جبل الطور

وأثناء هجرة كليم الله مع قومه إلى فلسطين جاءه الوحي أن يذهب بقومه إلى جبل الطور، وهو المكان نفسه الذي التقى فيه مع ربه في أول لقاء ليعطيه التوراة، إذ أبلغ الله موسى أن يأتي إليه 30 يومًا، لكن موسى لم يقدر على تحمل شوق لقاء الله فتوجه مسرعًا نحو جبل الطور وأبلغ قومه أن يتبعوه إلى هناك وترك معهم أخاه هارون يقودهم.

ذهب موسى – عليه السلام – إلى جبل الطور وصام 30 يومًا حتى أفطر في اليوم الثلاثين، فقال له الله: لماذا أفطرت؟ فقال موسى: لأن رائحة فمي تغيرت وما أحببت أن أحدثك وأنا بهذه الرائحة، فقال له الله: ألم تعلم أن رائحة فم الصائم أطيب من المسك؟ حتى أمره بصيام 10 أيام أخرى ليكمل الأربعين، وبهذا تأخر موسى عن قومه 10 أيام، كانت فترة كفيلة بظهور الفتن.

من هو السامري وما قصة العجل الذي نسفه موسى عليه السلام؟

play icon

قوم موسى يخالفون نبيهم

وفي تلك الفترة، توقف قوم موسى عن المسير وخيموا في أماكنهم منتظرين موسى – عليه السلام – ورفضوا أن يتبعوه، ولما تأخر موسى عن 30 يومًا قالوا نبي الله لا يمكن أن يتأخر ولا يخلف ميعاده، ومن المؤكد أن شيئًا قد حدث.

وفي وسط هذا جاء هارون ليسألهم عن أي ذنب اقترفوه، فأخبروه بأن الكثير من نسائهم كن يستقرضن الذهب من السيدات في مصر لبعض المناسبات وبقي معهن ولم يرددنه لصاحباته، فقال هارون إن هذا الذهب لا يحل لهم كما أنه لا يمكن أن يعيدوه فجمعوا الذهب ودفنوه.

من هو السامري وما قصة العجل الذي نسفه موسى عليه السلام؟

play icon

قصة السامري والعجل

وجاء رجل يدعى السامري أخرج هذا الذهب وصنع منه عجلًا، وكان الله قد وهبه قدرة عجيبة ليرى ما لا يراه الآخرون، فتمكن وقتها من رؤية جبريل – عليه السلام – وهو آتٍ لموسى على فرس، ورأى آثار الفرس تضرب في الأرض، وكلما ضرب الفرس برجله في الأرض نبت منه الزرع كأنه يعيد الحياة إلى الأشياء.

فأخذ السامري بعضًا من هذا التراب الذي أصابه الفرس ونثره على العجل المصنوع من الذهب حتى أصدر العجل صوت خوار يشبه الصوت الحقيقي، ونادى قوم موسى وقال لهم هذا إلهكم.. فهل رأيتم ذهبًا من قبل يصدر صوت خوار؟ فاقتنعوا بكلام السامري وعبدوا العجل.

وحاول هارون أن يصدهم لكنهم هددوه بالقتل معتقدين بأن موسى سيرجع ويؤيدهم على فعلتهم، فخاف هارون أن تزداد الفتنة بينهم فانتظر عودة أخيه.

موسى يعلم بموقف السامري

أخبر الله – سبحانه وتعالى – سيدنا موسى بما فعله قومه من عبادتهم العجل، فأسرع إليهم غاضبًا وألقى الألواح التي كتب فيها ما أوحى إليه الله في التوراة، وعاتب أخاه بشدة على تقصيره في ردعهم، ولام قومه على فعلتهم الشنيعة، ثم التفت للسامري وسأله عما فعله، فاعترف بفعلته وكيف دفعته وساوس الشيطان وأهواؤه إلى ارتكاب ذلك الفعل، فعاقبه سيدنا موسى – عليه السلام – بالنفي، متوعدًا له بعذاب الآخرة.

وأنهى موسى تلك الفتنة وحرق العجل ونسفه ثم رماه في النهر أمام أعين الناس حتى أعاد لهم عقيدتهم الصحيحة.


مصدر الخبر

شاهد أيضاً

للحد من الاحتباس الحراري.. ماسك يخطط لـ«حجب الشمس»

للحد من الاحتباس الحراري.. ماسك يخطط لـ«حجب الشمس»

اقترح الملياردير الأمريكي ومالك شركة «سبيس إكس»، إيلون ماسك «حجب الشمس» بالأقمار الاصطناعية للحد من …