كبار السن.. رموز العطاء وجسور النهضة بين الماضي والمستقبل


يقدر المجتمع البحريني كبار السن ويرى بأنهم ركيزة أساسية في المجتمع، فهم الذين ساهموا بجهودهم وعطائهم في بناء الوطن والتأسيس لنهضته الحديثة، وهم من وضع اللبنات الأولى كما يقال.

كيف لا وهم من أفنوا أعمارهم في العمل والبذل من أجل أن نحيا اليوم في وطن متطور ينعم بالأمن والاستقرار والرخاء.

إن من واجبنا الديني والأخلاقي والإنساني اليوم أن نردّ لهم الجميل ونمنحهم ما يستحقون من رعاية وتقدير يليق بمكانتهم ودورهم في صناعة حاضر البحرين ومستقبلها.

إنّ حقوق المسنين يجب أن تكون في صميم أولويات الجهات الرسمية والأهلية، من خلال توفير الرعاية الصحية المتكاملة واللوجستية لهم، وضمان سهولة حصولهم على الخدمات الحكومية، وتأمين بيئة اجتماعية تحفظ كرامتهم وتراعي احتياجاتهم، كما ينبغي سنّ القوانين والسياسات التي تضمن لهم حياة كريمة بعد سنوات طويلة من التعب والاجتهاد والعطاء، إننا بحاجة لأن نرى برامج الدعم النفسي والاجتماعي التي تقيهم من العزلة والوحدة.

أما مؤسسات المجتمع المدني كالجمعيات الخيرية والمراكز الاجتماعية يقع على عاتقها دور كبير في تعزيز مكانة المسنين من خلال تنفيذ المبادرات المجتمعية والأنشطة التطوعية والبرامج الترفيهية والثقافية التي تمنحهم شعورًا بالاندماج والمشاركة، كما أننا لا يجب أن نغفل دور الإعلام الذي يجب ان يسلط الدور على تجاربهم ونجاحاتهم بكافة بمختلف وسائله ليكونوا قدوة للأجيال.

ومن المهم أيضاً أن تتعاون الجمعيات الأهلية مع القطاعين العام والخاص لتوفير بيئة حاضنة تحترم كبار السن وتُشعرهم بأهميتهم في المجتمع ،عبر توفير مقار دائمة لهم.

يمكننا جميعاً الإستعانة بالعديد من التجارب للدول المتقدمة في هذا المجال، التي تقوم بإعداد برامج مخصصة لكبار السن يحصل المسنون والمتقاعدون من خلالها على بطاقات تخفيض في المواصلات والأسواق والمرافق العامة، إضافة إلى اشتراكات مجانية في الأندية الثقافية والرياضية، مع تنظيم فعاليات وأنشطة مستمرة على مدار العام، مثل هذه التجارب يمكن تطبيقها في البحرين بما يعزز من جودة حياة المسنين، ويرسّخ مفهوم الوفاء والاحترام لهم.

سوف تبقى رسالة الوفاء للمسنين واجباً وطنياً وأخلاقيًا، فهو الأب والأم الذي ضحوا من أجلنا، وهم من بنوا هذا الوطن بتضحياتهم، وأسسوا لمستقبلنا المشرق بسواعدهم فمنهم الطبيب والمعلم والمهندس ورجل الأمن والعامل وغيرهم فكل الاحترام والتقدير لهم على ما قدموه، وكل العهد أن تظل مملكة البحرين بلداً يحتضن أبناءه في كل مراحل العمر، وفي مقدمتهم كبار السن الذين هم نبراس الحكمة والتاريخ والإنسانية بهذا الوطن العزيز.


مصدر الخبر

شاهد أيضاً

الاتحاد البحريني لكرة السلة يستقطب الخبيرة الصربية ياسمينا يوراس لتقديم محاضرات متخصصة في تحكيم 3x3

الاتحاد البحريني لكرة السلة يستقطب الخبيرة الصربية ياسمينا يوراس لتقديم محاضرات متخصصة في تحكيم 3×3

يواصل الاتحاد البحريني لكرة السلة جهوده للنهوض بلعبة كرة السلة 3×3 التي تشهد اهتمامًا غير …