قانون جديد للصحافة.. وعصرٌ إعلامي أكثر نضجاً

كلمة صحيفة الوطن

فتح مجلس الشورى، أمس، باباً جديداً في مسيرة الإعلام الوطني، بإقراره قانون الصحافة والطباعة والنشر بالإجماع، ليكون مرجعاً حديثاً يستجيب للتحولات العميقة التي شهدتها الساحة الإعلامية منذ صدور التشريع السابق قبل أكثر من 20 عاماً.

هذا القانون يعبّر عن ترجمةٍ لرؤية المملكة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وامتدادٍ لنهج الإصلاح الذي جعل الإعلام شريكاً في التنمية، ومسؤولاً في بناء الوعي وصون اللحمة الوطنية.

كما يأتي هذا التطور التشريعي متسقاً مع الدعم الكبير والاهتمام البالغ الذي يوليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لتمكين الصحافة البحرينية وتعزيز حضورها، وتوفير البيئة التي تسمح للصحفيين بأداء دورهم الوطني بمهنية وشفافية، باعتبارهم درعاً للوطن وركناً أصيلاً من أركان فريق البحرين في مسيرة التطوير.

إن إدراج الإعلام الإلكتروني في الإطار التشريعي كرافد رئيس للمنظومة الإعلامية الوطنية، يُمثّل اعترافاً رسمياً بالدور المتعاظم للمنصات الرقمية في تشكيل الرأي العام وتعزيز تنافسية المحتوى البحريني إقليمياً وعالمياً. واليوم، تصبح هذه المنصات تحت مظلة قانون يضمن حرية العمل ويُحدّد مسؤولياته بوضوح، بعيداً عن التجاوزات.

ولعلّ أحد أبرز المكاسب الوطنية في التشريع الجديد، هو إلغاء عقوبة الحبس في جميع النصوص المتعلقة بالنشر الصحفي، في خطوة تؤكد إيمان البحرين الراسخ بأن حرية الرأي لا تُضاد القانون، وأن المسؤولية هي الوجه الآخر لحرية التعبير، وأن الصحفي لا يُعاقب إلا وفق القانون المدني وبما يحمي حقوق الآخرين ويحافظ على احترام النظام العام.

إن القوانين تتطور كما تتطور المجتمعات، واليوم نقف أمام لحظة تحوّل حقيقية لإعلام بحريني أكثر انفتاحاً وأقوى حضوراً، وأعمق التزاماً بالقيم الوطنية النبيلة التي شكّلت هويته منذ التأسيس.

إن الصحافة الوطنية، وهي تشهد هذا التحوّل، دائماً ما تُجدّد عهدها بأن تظل صوتاً وطنياً رصيناً، داعماً لمكتسبات المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وهي تدافع عن حرية الرأي والفكر والتعبير المسؤولة، وتُساهم بإبداع وإخلاص في إثراء المشهد الإعلامي البحريني بما يليق بثقة هذا الوطن وقيادته الرشيدة الحكيمة.

ومع هذا القانون الجديد.. نكتب فصلاً جديداً من الثقة، ونمضي نحو مستقبل صحفي وإعلامي أكثر إشراقاً للبحرين.