
تمضي المملكة العربية السعودية قُدُماً في بناء قطاع اقتصادي حيوي وواعد، يسهم في رفع الدخل القومي.
فمنذ أن تحوّلت المملكة من التركيز على السياحة الدينية بوصفها نوعاً واحداً من بين العديد من أنواع النشاط السياحي، إلى الانخراط الكامل في صناعة السياحة بمختلف مقوّماتها، وهي تعمل على تحقيق جميع متطلباتها من خلال تأسيس البنية التحتية، وتوفير البيئة الاستثمارية الملائمة، وتوظيف المقومات التراثية والأثرية، وخلق مواقع جذب سياحي، وتأهيل الكوادر المهنية، وبناء منظومة إدارية متكاملة.
وذلك بدءاً من انطلاقتها مع مرحلة التحوّل التي تشهدها المملكة، وصولاً إلى محطة إنشاء وزارة السياحة عام 2020، وما تخلّل هذه المراحل من إنجازات ونجاحات مبهرة خلال فترة تُعدّ وجيزة.
ثم وصولاً إلى المرحلة الراهنة التي تواجه فيها السياحة عالمياً تحديات كبرى، في ظلّ اكتساح تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمختلف القطاعات الاقتصادية.
وأمام هذه التحديات، وحرص المملكة على المواكبة والتطوير المستمر في كل ما يتعلق بقطاع السياحة، من خلال تكثيف وتضافر الجهود، وقد تجلّى ذلك في مشاركة وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب كمتحدث رئيسي في جلسة بعنوان: «الذكاء الاصطناعي ومستقبل السياحة»، ضمن فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في نسخته التاسعة، الذي يُقام في الرياض خلال الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر 2025.
وقد تناول الوزير خلال الجلسة عدداً من المحاور ذات الصلة، وسلّط الضوء على مؤشرات مبهرة تُبرز الإنجازات التي حققتها المملكة في هذا القطاع الحيوي من اقتصادها الوطني.
فقد أوضح أن مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي بلغت نحو 5٪ حالياً، مشيراً إلى أن الهدف هو مضاعفة هذه النسبة لتصل إلى 10٪ بحلول عام 2030.
كما كشف أن المملكة تستهدف استقبال نحو 50 مليون سائح دولي سنوياً بحلول عام 2030، ضمن خطة أوسع تشمل ما يقارب 150 مليون زيارة سنوياً.
وأشار إلى أن السعودية تسعى إلى تحقيق ما بين 3٪ و4٪ من حصة السوق العالمية للسياحة، ووفقًا لآخر تقرير رسمي صادر عن وزارة السياحة السعودية، بلغ عدد السياح الدوليين الذين استقبلتهم المملكة في عام 2024 حوالي 29.7 مليون زائر دولي.
وفي ما يتعلّق بتوظيف الذكاء الاصطناعي وتفعيل التقنيات الحديثة في صناعة السياحة، أكّد الوزير أن المملكة تعمل على تطوير «نورة»، وهو مساعد رقمي مدعوم بالذكاء الاصطناعي، ليكون جزءاً من تجربة الزوار والمناسبات في المملكة.
كما شدّد على أن التكنولوجيا، بما فيها الذكاء الاصطناعي، ستُسهم في تحسين الربط الجوي، وتخصيص تجربة السائح، وتحليل البيانات لتوجيه الاستثمارات وتطوير الوجهات السياحية.
وأوضح الخطيب أن المملكة لا تركز على السياحة التقليدية فحسب، بل تولي اهتماماً متزايداً بالسياحة الترفيهية، والرياضية، والثقافية، وسياحة المؤتمرات والمعارض.
واختتم بالتأكيد على ضرورة تحويل نمو السياحة إلى قطاع مستدام من حيث البنية التحتية والخدمات وجودة التجربة السياحية، مؤكداً أهمية ضمان أن يخدم الذكاء الاصطناعي والابتكار التقني الزائر والمجتمع المحلي فعلياً، لا أن يُستخدم فقط كأداة تسويقية.
وبذلك وانطلاقاً مما تمَّ تحقيقه ومُواكبتِه تؤكد المملكة العربية السعودية، من خلال رؤيتها السياحية الطموحة، ومواكبتها للتحولات الرقمية، أن الابتكار والتقنية هما ركيزتان أساسيتان لبناء سياحة مستقبلية مستدامة، تجعل من السعودية وجهة عالمية تجمع بين الأصالة والتجديد، وتُجسّد فصلاً من فصول رؤية 2030 في أبهى صوره.
مصدر الخبر
أخبار مصر اليوم اخبار مصرية حصرية