من أكثر ما يميز سلطنة عُمان، كثافة قلاعها وحصونها التي تربو على الألف، وبقيت حتى اليوم شامخة تحرس السهول والوديان والجبال، ما يجعلها واحدة من أبرز الدول العربية في عدد القلاع والحصون.
هذه القلاع لم تكن مجرّد مبانٍ حجرية، بل كانت قلب الإدارة السياسية والمجتمعية؛ يقيم فيها الإمام وأسرته، وتُعقد داخلها الاجتماعات، وتُدار منها شؤون الحكم المحلي، كما لعبت دوراً أساسياً في صدّ الغزاة والدفاع عن الوطن.
وعلى مشارف الجبل الأخضر، برز «حصن بيت الرديدة» بوابة الجبل وحارسه القديم، الذي بناه ثاني أئمة الدولة اليعربية الإمام سلطان بن سيف اليعربي عام 1469 لحماية فلج الخطمين، أحد الأفلاج المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. وقد سكن الإمام الحصن مع أسرته، وكان مركز الحكم في الولاية آنذاك.
وأصبح الحصن اليوم معرضاً للأسلحة التاريخية التي استخدمت في عُمان عبر القرون، بالإضافة إلى أسلحة من الحربين العالميتين. ويضمّ المعرض أكثر من 400 سلاح، من المسدسات الصغيرة حتى البنادق، ومن بينها أقدم بندقية في عُمان «أبو فتيلة» التي يصل طول ماسورتها إلى 180 سم. كانت ذخيرتها تُصنع محلياً، ويُحشى برميلها بالبارود ثم الرصاصة، ويُشعل الفتيل المصنوع من ليف النخيل والقطن ليصل إلى البارود فتندفع الطلقة. كما يحتضن الحصن أكبر نموذج للسلاح التقليدي في عُمان.
أما فلج الخطمين الذي يحرسه الحصن، فيسقي كامل قرية بركة الموز الواقعة خلفه، ليحوّلها إلى واحة واسعة تحفّها مئات أشجار النخيل في مشهد يأسر العين. وهذا الفلج -سواء حُفر بأيدي البشر أو ارتبط بالأساطير- يظل إعجازاً هندسياً نادراً، شاهداً على إبداعٍ حافظ على الحياة في هذه الجبال منذ قرون طويلة.
مصدر الخبر
أخبار مصر اليوم اخبار مصرية حصرية